تقليص استقلالية الإعلام في إسرائيل كارثة على الديمقراطية
- Media Team
- 2 أبريل
- 2 دقائق قراءة
تتلاشى كبرى وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية في إسرائيل تدريجياً، وقريباً قد نبقى فقط مع صحيفة "هآرتس" وبعض الصحفيين الشجعان هنا وهناك. هذه ليست مبالغة، بل واقع حقيقي.
شاركت، أمس، في مؤتمر حول "الانقلاب الإعلامي" بمبادرة من معهد "زولات" وبالتعاون مع صحيفة "هآرتس". فوجئت بسماع حقائق وشهادات صعبة حول الإضرار بالإعلام، الذي يُعتبر حارس الديمقراطية. كما سمعت ما يكمن وراء قصص كبار رجال الإعلام الذين عايشوا محاولات الحكومة للسيطرة على وسائل الإعلام. شعرت بأننا نتجه حقاً نحو تحولنا إلى "جمهورية الموز". ولا أتحدث فقط عن محاولات المؤسسة الحكومية السيطرة على كبرى وسائل الإعلام في البلاد، بل أيضاً عن كيفية تفاعل الإعلام وتصرفه نتيجة لتضييق خطواته.
بعض الأمثلة لتوضيح الإضرار بالإعلام:
- تعرض صحفيون بارزون ومعروفون بمهنية عالية لضغوط شديدة للتأثير على المحتوى الذي يكتبونه ليتماشى مع خط نتنياهو والحكومة.
- تلقى بعض الصحفيين تهديدات، بعضها مباشر وبعضها مبطن.
- تم توجيه تهديدات وممارسة ضغوط لإغلاق قنوات تلفزيونية، سواء كانت عامة أو خاصة، وتجلت هذه التهديدات في منع الميزانيات، ووقف الدعم والمزايا، وحتى المقاطعات.
- حاول رئيس الوزراء التأثير والسيطرة على وسائل الإعلام. بعض هذه المحاولات مذكورة في لوائح الاتهام التي تُناقش في محاكماته الحالية. ورغم تقديم لوائح الاتهام، تستمر هذه الأفعال حتى اليوم.
- قدمت قنوات التلفزيون المختلفة منصة واسعة لظهور وزير الأمن الداخلي بن غفير، المعروف بنفسه كمجرم مدان. ساهمت ظهوره المتكررة في الإعلام في زيادة شعبيته داخل كتلة اليمين.
- إغلاق قناة "الجزيرة" هو أيضاً جزء من إسكات الأصوات، مما يتعارض مع حرية الإعلام ويمنع الجمهور من الوصول إلى أخبار وحقائق لا تُنشر في الإعلام الإسرائيلي.
- تسبب التصفية الجسدية المتعمدة لعشرات الصحفيين والمراسلين الغزيين والأجانب خلال الحرب في إلحاق ضرر إضافي بالوصول إلى المعلومات من الميدان، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي.
- تتجاهل وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية تماماً عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين القتلى، بمن فيهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن.
- لا تشارك وسائل الإعلام الإسرائيلية المجتمع العربي في الحوار الإعلامي ولا تمنح منصة للصحفيين من المجتمع العربي. يتم تهميش ممثلي الجمهور أو المواطنين العرب من التعبير عن آرائهم ومشاركتهم في اللجان المختلفة. في أفضل الأحوال، يتم عرضهم في برامج الطهي والمأكولات اللذيذة. وإذا ذُكر المواطنون العرب، يتم تقديمهم بشكل سلبي بسبب آرائهم وتعبيرهم عن قلقهم من قتل الأبرياء في غزة. تُعتبر كلماتهم تحريضاً وتماهياً مع الإرهاب.
بقلم: تميم أبو خيط
