top of page

شراكة مميزة: موسيقى تتخطى القوميات، الديانات والحضارات

كنت في نهاية الأسبوع الماضي في مهرجان الموسيقى في عين كارم، الذي امتد على مدار ثلاثة أيام: الخميس، الجمعة والسبت. يتميز هذا المهرجان بكونه مهرجانًا عابرًا للقوميات والأديان، يجمع بين العرب واليهود، وبين الموسيقى الإسرائيلية، الفلسطينية، اللبنانية، المصرية والعالمية، الحديثة والكلاسيكية. إنه قناة مهمة جدًا لتعزيز الشراكة، التعايش والتقارب بين العرب واليهود في هذه البلاد. نظم المهرجان جمعية "מפעל המוזיקה צימבליסטה"، وهي جمعية تهتم بالموسيقى كجسر للتواصل، بإدارة موسيقية للفنان حين تشيمبليستا.

استمتعت جدًا بحضور حفل موسيقي مميز عرض مجموعة رائعة من المقطوعات الموسيقية: موسيقى باخ، أغاني البيتلز، أغانٍ عبرية وعربية لشوشانا ديماري، فيروز، فريد الأطرش، تم توزيعها وأداؤها بأسلوب أوبرالي مدهش من قبل الفنانة الرائعة والمميزة نور درويش – مغنية أوبرا فلسطينية-إسرائيلية. هذا المزج الثقافي، العابر للقوميات، الديانات والطوائف، هو عمل شجاع وإنساني من الدرجة الأولى. في هذه الأيام الصعبة، يبدو كأنه دين جديد وقومية جديدة موحدة للجميع – إنه أحد الأدلة القوية على أنه يمكن ويجب بناء شراكة يهودية-عربية وحياة مشتركة – ليس فقط في الحياة اليومية، بل في الحياة الثقافية، الفنية والإبداعية أيضًا.

ما أدهشني شخصيًا كان هذا الدمج الرائع بين الأغنية الشرقية العادية مثل "كلניות" لشوشانا ديماري، وبين أغاني الصلوات المسيحية لفيروز (وقد أقيم الحفل في الكنيسة الروسية) بمرافقة آلة العود الشرقية التقليدية التي عزفها أحمد دراوشة، وصوت مغنية الأوبرا الفلسطينية، نور درويش. يا لجمال ألوان هذا الفسيفساء الفريد!


تميم أبو خيط






bottom of page