top of page

في غزة لن يحتفلوا بعيد الأضحى، هم فقط يريدون النجاة من الموت خلال العيد

ما الذي يجري الآن في غزة؟


ما معنى القتل الذي ينفّذه الجيش الإسرائيلي بحق عشرات المدنيين الذين يقطعون عشرات الكيلومترات سيرًا على الأقدام أو على ظهر حمار فقط ليجلبوا رغيف خبز لأطفالهم؟


"كانوا يسيرون بعيدًا عن الحشود وشكّلوا خطرًا على الجيش الإسرائيلي"؟! هل هذا الرجل الهزيل الذي قطع كل هذه المسافة، جائعًا، عطشانًا، يائسًا – يشكّل تهديدًا على الدبابات والمركبات المدرعة؟!


وهل حقًا يتوقع أحد منهم أن يصطفوا في طوابير منتظمة، واحدًا تلو الآخر، كما لو أنهم أمام شباك تذاكر لحفل أوبرا؟ وهل هذا سيمنح الجيش شعورًا بالأمان؟


ما يجري فعليًا في غزة هو محاولة إسرائيلية لإفشال خطة توزيع الغذاء الجديدة، التي وضعت حدًا لسيطرة حماس على التوزيع والنهب. وهذه جريمة أخرى تُضاف إلى سلسلة جرائم الحرب في غزة. الإصرار على إطالة أمد الحرب من أجل مصالح نتنياهو المختلفة هو أيضًا جريمة حرب – ولا تهمني التعريفات القانونية الدقيقة لماهية "جريمة الحرب".


الجيش الإسرائيلي ينفّذ مخطط إبادة بطرق ملتوية، في التفافٍ على القانون الدولي. وليس فقط الحكومة وسلوكها هم من يلتفون على القانون. سكان غزة لا يموتون فقط من القصف أو من نيران مباشرة للدبابات والطائرات والقناصة. هم يموتون أيضًا في طريقهم لجلب رغيف خبز، يموتون من الجوع تحت السماء المكشوفة، من العطش، من شرب مياه ملوثة. المرضى يموتون فيما تبقّى من أنقاض مستشفيات خاوية من الأدوية والأطقم الطبية – إن وُجدت أصلاً. آخرون يموتون في "البيت" بسبب نقص الأدوية الحيوية. كبار السن يموتون لأنه لا شيء يُبقيهم على قيد الحياة. وهناك من يموتون من القهر، عندما يرون عظام أطفالهم تبرز من تحت جلودهم. وهناك من يُقتلون فقط لأنهم يسكنون في بناية فيها شخص "يُشتبه" بأنه مؤيد لحماس – فتُقصف البناية قبل أن يفرّ منها. الصحفي يُقتل لأنه ينقل الحقيقة. والطاقم الطبي يُقتل لأنه يحاول إنقاذ الأرواح.


هذا هو التحايل على القانون الدولي، للتهرب من تعريفات مثل "جريمة حرب"، "إبادة جماعية"، أو "تطهير عرقي".


ونحن؟ نهرب من هذه الحقيقة – لأن من الصعب علينا تصديقها. وهناك من يغضب حين يُقال إن هذه جرائم حرب، ويفضل اتهام المحكمة الدولية بـ"اللاسامية".


ما العمل؟


لم يتبقّ لنا، نحن المواطنون البسطاء، إلا أن نكفّ عن بساطتنا، ونشمّر عن سواعدنا – لإسقاط هذه الحكومة واستبدالها بأخرى لا تكون مجرمة – على الأقل. (والتعبير هذا "على الأقل" هو هدية مني لكل من يحاول تلطيف العبارات ويُصر على اللباقة).


يجب العمل بكل وسيلة قانونية ممكنة لإسقاط الحكومة، وإقامة تحالف سياسي واسع وعادل يستطيع استبدالها – تحالف يختار استراتيجية السلام لا الحرب، احترام القانون لا دوسه، العدالة لا الظلم، والمساواة لا التمييز العنصري.


أكثر من ذلك : أنا الآن مستعد حتى للاكتفاء باستراتيجية سلام! لأنها تحولت إلى حلم بعيد المنال، وللأسف لم تعد حتى موضوعًا للنقاش. مَن أصلًا يتحدث عن ذلك غير ساذج مثلي؟


عيد سعيد، يا سيدنا إبراهيم الخليل. شكرًا لأنك ذبحت الكبش بدلًا من ابنك.


تميم أبو خيط



bottom of page