top of page

مع الأمل أن تبقى الفرحة من هذه الخطوة الأولى حتى إحلال السلام الدائم في منطقتنا

صورة الكاتب: Media TeamMedia Team

الفرحة الكبيرة التي اندلعت كالنار واللهب في كامل المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، تظهر كم أن وقف الأعمال العدائية، ولو بشكل مؤقت حسب مشاعرنا الداخلية للأسف، وبحسب تعابير وجه نتنياهو ولغته، يبعث الأمل. والحياة لكل نفس تتنفس في كلا البلدين، باستثناء مؤيدي الحرب المنتقمين وغير العاديين من كلا الجانبين. الفرحة في كل مكان: فرحة عئلات المختطفات الواتي عدن إلى أحضان أمهاتهن، فرحة أمهات الجنود والاحتياط الذين هربوا من الحرب والموت وسيعودون إلى بيوتهم، فرحة سكان غزة الذين نجوا من الحرب الصعبة والعنيفة والمدمرة والمميتة، وفرحة النازحين في جميع أنحاء قطاع غزة الذين عادوا إلى منازلهم حتى لو كانت مدمرة، وربما تتفاجأون حينما تسمعون: فرحة أمهات الفلسطينيين السجناء الذين عادوا إلى عائلاتهم.


كان الجميع سعداء وسيظلون سعداء باستثناء سكان قطاع غزة، فمعظمهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا يملكون حتى قطعة خيمة ممزقة، وأغلبهم ما زالوا في حالة حداد على فقدان أحبائهم والبعض على فقدان عائلاتهم بأكملها أو كل أحبائهم، معظمهم يتضورون جوعًا، مرضى بلا مستشفيات، بلا مدارس، بلا ملابس شتوية، بلا مأوى. بلا بلد أو حكومة أو عنوان، وفوق كل شيء: بلا أمل في المستقبل القريب أو البعيد. إنهم محاصرون من كل جانب، حتى من السماء المرعبة. هؤلاء هم المنسيون من كل جانب المتورطون في هذه الكارثة، ولا أحد يتذكرهم ولا يجدون أنفسهم سعداء إلا لأنهم نجوا من الموت.


وإلى جانبهم يجب أن نتذكر أيضاً أن أهالي المختطفين الآخرين الذين ما زالوا يجهلون مصير أحبائهم في الأسر، وأغلبهم لا يعرفون إن كانوا أحياء أم أمواتاً والجميع يخشى لا يروهم مرة أخرى، حتى أولئك الذين من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم في يوم السبت القادم، لأنه مع مثل هذه الحكومة و هكذا رئيس وزراء، يمكن أن يحدث أي شيء شيئ، وفي أية لحظة.


وفي هذه الأثناء، دعونا نأمل أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة حتى نهايتها، وأن تتم المفاوضات للمراحل التالية بالفعل دون أن يسحب رئيس الوزراء أرنباً جديداً من جيبه.


كلا الشعبين بحاجة إلى حياة آمنة وسلام وفرح الحياة. وينبغي على الشعبين أن يتخلصا من الاحتلالين، لأن ليس الشعب الفلسطيني وحده محتل، بل الشعب الإسرائيلي أيضا هو أسير هذا الاحتلال.


بقلم: تميم أبو خيط




bottom of page