top of page

بين النكبة وبين حظر عرض الفيلم الوثائقي عنها في تلفزيون دولتنا الديمقراطية

  • صورة الكاتب: Media Team
    Media Team
  • قبل 4 أيام
  • 2 دقيقة قراءة

بقلم: تميم أبو خيط

وزير الاتصالات شلومو كراعي يهدد بسحب الميزانية من هيئة البث العام "كان" – إذا بثت الفيلم الوثائقي 1948 – لنتذكر وننسى للمخرجة نيطاع شوشاني، رغم رفع الحظر عن عرض الفيلم.

المؤسسة الإسرائيلية الرسمية، والتي تشمل الحكومة والكنيست والجهاز القضائي – وأضيف إليها أيضًا مؤسسة الرئاسة – لم تعترف يومًا بمسؤولية دولة إسرائيل عن النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني. فمن الذي قام بها إذًا؟ جيش قبرص؟ تركيا؟ الأردن؟ أم ربما الفلسطينيون أنفسهم قرروا أن يتركوا بيوتهم ليسكنوا الشوارع والجبال والصحارى في الأردن وسوريا ولبنان ومصر؟

قبل أربع سنوات زار رئيس الدولة هرتسوغ قرية كفر قاسم وشارك في مراسم ذكرى شهداء مجزرة كفر قاسم عام 1956 التي قُتل فيها 49 من سكان القرية. صحيح أنه قال بالعربية: "أطلب الصفح باسمي وباسم دولة إسرائيل"، لكنه رفض الاعتراف بمسؤولية الدولة عن تلك المجزرة "الصغيرة" مقارنة بالنكبة، والتي وقعت داخل حدود دولة إسرائيل الرسمية بعد ثماني سنوات من قيامها. ولمن لا يعلم: القائد المسؤول عن المجزرة، عن قتل 49 من السكان العائدين من حقولهم بعد يوم عمل طويل، السيد شدمي، حكمت عليه محكمة دولة إسرائيل، لا بـ 49 مؤبدًا، ولا بمؤبد واحد، ولا بسنة أو يوم واحد، وإنما بدفع أغورة واحدة فقط لدولة إسرائيل. أغورة واحدة – وليس حتى ليرة.

أما اليوم، على جرائم الإبادة في غزة، فلم يُحكم على أحد حتى بدفع أغورة واحدة.

السيد كراعي لا يطيق سماع كلمة "نكبة"، ولا يريد لغيره أن يسمعها أيضًا. حتى فيلم وثائقي يوثق ما حدث بالفعل، لا يريد أن يشاهده أحد. ليس هذا فقط، بل يظن أن هيئة البث العام ملك شخصي له. كما يعتقد، شأنه شأن كل زملائه في الحكم، وللأسف أيضًا شريحة غير قليلة من الناس في إسرائيل، أن ليس فقط غزة لهم، بل "كل ذرة تراب" أو "كل جزء صغير من الأرض" بين البحر والنهـر ملك لهم. هدية من الله. ومن يمكنه أن يجادل الله؟! بعضهم يقول إن النهر المقصود ليس بالضرورة نهر الأردن. فالله "نسي" أن يذكر أي نهر هو حد الهدية.

أذكّركم أننا الآن في عام 2025، أي بعد أكثر من 77 سنة على النكبة. كلمة "نكبة" يسمعها جزء صغير من الناس في إسرائيل مرة واحدة في السنة قرب يوم الاستقلال. أما كلمة "نكبة" فيعيشها، يوميًا، أكثر من 7 ملايين فلسطيني. كل يوم.


ree


bottom of page