top of page

السلام يجب أن يبدأ مع الفلسطينيين — لا مع الإندونيسيين ولا مع السعوديين!

بقلم : تميم أبو خيط


عندما يتحدث نتنياهو وترامب عن السلام، فهم لا يقصدون السلام — حاشا — مع الشعب الفلسطيني أو مع الدولة الفلسطينية. إنهما لا يذكران لا هذا ولا ذاك. يتحدثان عن سلام مع إندونيسيا والسعودية وقطر والمغرب وحتى إيران! يتحدثان عن السلام بشكل غامض، مجرد شعار، لتحويل الانتباه عمداً عن جوهر الصراع وعن الأسباب الحقيقية لحروب إسرائيل. يبدو أن نتنياهو يريد أن يستمر في العيش مع هذه الحروب، ويجددها مرارًا وتكرارًا — كما لو كانت الأكسجين الذي تتنفسه الدولة اليهودية.


ألَيْسَ هناك إنسان عاقل واحد في قيادة الدولة الحالية يدرك أن السلام يبدأ من هنا — لا من إندونيسيا ولا من الرياض؟ لا يوجد سلام لا في جارتنا الغربية القريبة جدًا، غزة، ولا في جارتنا الشرقية القريبة جدًا، رام الله، ولا حتى في قلب دولتنا، في أمّ الفحم! من هنا يجب أن يبدأ السلام، وإلا فلن يكون لا هنا ولا هناك.


الإنكار والعداء التي يظهرهما نتنياهو و«قَطِيعُه» (الذي يتسع) تجاه السلطة الفلسطينية ورئيسها له سبب معروف جدًا: هناك يكمن الطريق إلى السلام!


في كل كلامهم ومقترحاتهم عن المستقبل وعن «غزة ما بعد حماس» — هم لا يكتفون بتجاهل السلطة الفلسطينية، بل يستبعدونها بوضوح ويصرّون على عدم إشراكها في أي بند أو نقاش حول من سيدير غزة بعد حماس. يبدون مقتنعين، أو يريدون إقناعنا، بأن من سيديرها في النهاية سيكون الجيش الإسرائيلي — وهذه، في نظرهم، هي الطريقة الوحيدة لتحقيق «السلام» الذي يبتغونه. في الواقع، هم يبحثون عن 7 أكتوبر جديد وحرب جديدة.


الطريق الوحيد للسلام مع إندونيسيا والسعودية يمر عبر رام الله والأمم المتحدة فقط، وعلى الحكومة أن تتوقف عن خداع الشعب بالقول إن طريقًا آخر ممكن أو أنه في مصلحة إسرائيل.


المصلحة الحقيقية لإسرائيل تكمن في السلام والمصالحة التاريخية مع الشعب الفلسطيني. من هنا نبدأ. السلام يبدأ من أمّ الفحم وراهط، ثم يمتد إلى رام الله وغزة، وحينئذٍ سينبثق طريق السلام طبيعيًا نحو السعودية وحتى إيران، وحينها فقط ستتحقق اتفاقيات سلام حقيقية مع الشعب الأردني والشعب المصري — والسلام مع مصر لا يزال في كثير من النواحي قائمًا على الورق فقط.


السلام يبدأ مع أبو مازن فقط؛ لا سلام دون السلطة الفلسطينية ودون منظمة التحرير الفلسطينية، فالاتفاقات والاعترافات بينها وبين إسرائيل لا تزال قائمة. ومع ذلك تواصل إسرائيل البحث عن شخصيات فلسطينية بديلة، وهمية وزائلة، لعبور الشهر المقبل والحرب القادمة.


وللأسف، أفكار نتنياهو هذه وتكتيكاته وديماغوجيته لا تنطلي على «قَطِيعِه» فحسب، بل امتدت أيضًا إلى قَطِيعِ المعارضة وإلى وسائل الإعلام وأكثر من نصف الشعب! وهنا تكمن مهمتنا الكبيرة: أن نكافح لكشف الحقيقة، وكشف الأوهام، وتصحيح المسار. حان الوقت للعودة والتحدث عن السلام.

"السلام" — نعم، أتتذكرون هذه الكلمة؟


أملنا الوحيد في السلام هو في الانتخابات القادمة.

جهّزواأنفسكم واستعدّوا للتحرك في هذه الانتخابات — فهي الفرصة الأخيرة لمنع الكارثة النهائية.


ree

bottom of page