top of page

الشرطة اعتقلت المحتجين على الاعتداء ولم تلمس المعتدين !

قبل يومين، اعتدى شبّان يهود ينتمون إلى ما يُسمّى "النواة التوراتية" في حيّ العجمي بمدينة يافا على عائلة عربية، ضمّت امرأة عربية في مرحلة متقدمة من الحمل وطفليها، إضافة إلى امرأة أخرى كانت برفقتها. وقد نُقلت المرأة الحامل إلى المستشفى بعد أن قام المعتدون برشّها بغاز الفلفل.

أمس، نظّم سكان من يافا وقفة احتجاجية تنديدًا بالحادثة. وماذا فعلت الشرطة؟ ادّعت أن ما جرى كان "خلافًا على موقف سيارات"، ودعت الجميع إلى الحفاظ على الهدوء. وفي الوقت نفسه، اعتقلت الشرطة 14 مواطنًا عربيًا من بين المحتجّين، في حين لم تعتقل أيًّا من الشبان اليهود الذين نفّذوا الاعتداء نفسه، رغم وجود توثيق مصوّر وصور واضحة للمعتدين وهويتهم معروفة.

تشكل مجموعة "النواة التوراتية" جزءًا من ظاهرة "النوى التوراتية"، التي تأسست في أواخر ستينيات القرن الماضي في كريات شمونة، وتوسّعت خلال فترة حكومة أريئيل شارون عام 2005. وترتبط هذه الحركات بمشاريع استيطان زاحف داخل المدن والبلدات العربية في إسرائيل، وهدفها المركزي هو محاصرة الفلسطينيين، السكان الأصليين للبلاد، والتضييق عليهم، وصولًا إلى طردهم من المدن الساحلية مثل الرملة، يافا، عكّا واللد.

في السنوات الأخيرة، عملت "نواة توراتية" على "الاستيطان" في الأحياء العربية في يافا، من خلال شراء واستئجار بيوت وشقق بالقرب من السكان العرب، مع محاولات مستمرة لاستفزازهم وممارسة الضغوط عليهم، بهدف دفعهم إلى مغادرة المدينة.

نعم، فالاستيطان لا يقتصر على الضفة الغربية المحتلة، بل يمتد أيضًا إلى داخل دولة إسرائيل، وخصوصًا في المدن المختلطة، بدءًا من يافا وعكّا. وقد ظهر ذلك بوضوح خلال أحداث أيار/مايو 2021 في يافا، وبات يام، وعكّا، وطمره، ويافة الناصرة.

يبدو أن الشراكة والحياة المشتركة هما أكثر ما يزعج اليمين المتطرف والمستوطنين، وهو ما يشكّل في الوقت نفسه دليلًا على أنهما الطريق الأفضل لتحقيق السلام، والاستقرار، والمصالحة بين الشعبين.

لذلك، علينا أن نبذل كل الجهود الممكنة لحماية وتعزيز الشراكة العربية-اليهودية في جميع المجالات وفي كل مكان ممكن، فهي الطريق نحو مستقبل آمن ومزدهر.


התוקפים שהמשטרה לא מזהה !
ree

bottom of page