المرأة العربية الفلسطينية هي الحضن الواسع الذي باستطاعته احتواء الثكل والجريمة معاً
- تميم أبو خيط

- قبل 6 ساعات
- 2 دقيقة قراءة
بقلم: تميم أبو خيط
شاركت مؤخراً في افتتاح معرض رسومات لفنانات شابات من المجتمع العربي، في موضوع العنف والجريمة تحت عنوان "حضن"، وذلك في مقر جمعية تشرين" في مدينة الطيبة" .
الفنانات المشاركات: ديما صالح، عرين كنانة، ليان شرقية، ليندا طه، نظام أبو عيشة ويمامة خالدي.
سّت فنانات قدمن أعمالاً فنيّة تشكيليّة معاصرة في محاولة لإعادة إعمار مفهوم الحضن في ظلّ الواقع العنيف الذي يحيط بنا، والذي يهّدد أساسيات الأمان الإنساني والاجتماعي في المجتمع العربي.
خلال افتتاحية معرض حضن، تمت استضافة الفنانة ماريا صالح محاميد في محاورة فنية مع الفنانات المشاركات، والحديث حول باقي الأعمال. دار الحديث حول أعمالهن، كيف يتجلى الحضن داخل الأعمال، كيف يبدأ الحضن من دواخلنا حتى يصل لاحتواء حضن الآخرين.
ومن ثم استضافة تمت المحامي رضا جابر، الصحفي ضياء حاج يحيى ووفاء حاج يحيى بتوجيه من محمد فوزي إغبارية في نقاش حول كيف يحمي الحضن شبابنا من الجريمة؟
وأستطيع القول، أنه بعد فترة الركود الفني والثقافي في المجتمع العربي خلال الحرب الرهيبة في غزة، بدأت الحياة الثقافية تعود إلى مسارها الطبيعي في المجتمع العربي حاملةً معها كل تداعيات الحرب والألم والظلم والتعسف البوليسي والكبت العام الذين تعرض لهم المجتمع العربي خلال الحرب .
لكن ما يميز هذا المعرض هو أنه لفنانات شابات مهنيات، مبدعات، مثقفات وأكاديميات . كما أن افتتاح المعرض كان بعرض فني تعبيري راقص رائع جداً قدمته الفنانة ديما صالح ، وهو عصري وغير مألوف في المنطقة، ويوحي بنقلة نوعية ليست فنية فقط وإنما ثقافية وحضارية في هذه الظروف. كما تمت مشاركة مقاطع من فيديو خاص يعرض مقاطع من حياة المجتمع العربي في ظل الجريمة، للفنانة عرين كنانة.
موضوع المعرض ونقاشه بشكل عام كان موجهاً بالأساس لحالة الخوف والقلق والبحث عن الملجأ والحضن في ظل استفحال العنف والجريمة وكيفية مواجهة هذا الوضع.
ولا بد من كلمة على حاشية المعرض: يعاني المجتمع العربي في بلد المساوة والدمقراطية ( كما يظن ذلك الأوروبيون والسعوديون والمغاربة وباقي دول العالم الحرة وغير الحرة)، ليس من شحة الميزانيات الداعمة للفن والثقافة والأدب وغيرها من النشاطات الحضارية، بل من شبه انعدامها، ويضطر الفنانون والكتاب والنشطاء في مجال الثقافة بالاكتفاء ببعض التبرعات الشخصية وبكرم بعض المؤسسات أو البلديات أو الجمعيات . فكل الاحترام لمن يستطيع تنظيم مثل هذه النشاطات بلا ميزانية وكل الاحترام لمن يستطيع ممارسة الفن بلا دعم سوى من كرم الحضور والمحتضنين.
نحن حضن يحتضن حضناً وأمٌ تحتضن أماً.

.png)
















