حول الشراكة اليهودية-العربية في الائتلاف القادم
- Media Team

- قبل يوم واحد
- 3 دقيقة قراءة
نحن في حزب «كل مواطنيها» نؤمن بمبادئ الشراكة اليهودية-العربية والمساواة الكاملة بين جميع مواطني الدولة. ونرحّب بكل موقف وكل دعوة من هذا النوع تصدر عن أي جهة سياسية أو مدنية في البلاد تساهم في هذا النضال. ومن هذا المنطلق، فإن هذا المنشور لعضو الكنيست نعمة لزيمي، الذي نُشر على صفحتها على فيسبوك، يشكّل إسهامًا في هذا المسار.
من صفحة الفيسبوك لعضو الكنيست نعمة لزيمي: أتابع النقاش الدائر حول الشراكة اليهودية-العربية في الائتلاف القادم، وأنا مصدومة من سطحية الخطاب وغياب الجدية عمومًا، وخصوصًا في معسكرنا.
هذه ليست قضية «استراتيجية»، بل قضية وطنية-مجتمعية-إسرائيلية: كيف يعقل أن تكاد كل قيادتنا الليبرالية والسياسية تردّ انطلاقًا من أكثر أوراق الرسائل سمّية لنتنياهو، ولا تنجح في التحرر نحو رؤية أخرى؟
نادراً ما أخرج ضد قادة المعسكر، حتى عندما وقفت شبه وحيدة في تظاهرات ضُربت فيها عائلات ثكلى وعائلات مختطفين، وحتى عندما تعرّضتُ أنا نفسي لعنف من الشرطة. لكن بحقكم، قليل من العمود الفقري. قفوا مستقيمين وقولوا نعم! العيش المشترك قيمة نقف خلفها. بهذه البساطة.
لا ينبغي فقط القول إن حكومة التغيير والشراكة مع «راعَم» نجحت، بل إن الرشوة السياسية للمعسكر المقابل، الأكثر فسادًا الذي عرفناه، هي التي فكّكتها. سيلمان وشيكلي، الانتهازيان العنصريان اللذان جلبا علينا حكومة الانقلاب والسابع من أكتوبر—هما الخطأ! لا الشراكة التي بدأت تُحدث تصحيحًا أساسيًا وضروريًا هنا.
لكن القضية المركزية هي أننا لم ننفصل فقط عن قيادة المجتمع العربي—وعلى جزء منها لديّ نقد قاسٍ—بل انفصلنا عن المجتمع العربي نفسه. حوّلنا 20% من السكان إلى «مشكلة» تخص أحزابهم، لا إلى شأن إسرائيلي مشترك. هذا ظلم صارخ ومخزٍ أنجب ظواهر عنصرية ومروّعة، اطّلعنا على بعضها فقط في الأيام الأخيرة.
القتل والعنف في المجتمع العربي قضية وطنية!هذه مسألة يجب أن تكون في صميم رؤية تغيير الواقع هنا.
اليوم لا يوجد مواطن عربي لم يصل القتل والعنف إلى عائلته وبيئته. مواطنون يخشون الخروج من البيت بعد الساعة 19:00، أطفال يُقتلون في حدائق الألعاب، طبيب يُقتل أمام مرضاه، عبوات ناسفة تُزرع وكأن شيئًا لم يكن—هل هذه سيادة؟ هل هذه حوكمة؟ هذه دولة في حالة تفكك. في حكومة التغيير، قاد الوزير عمر بار-ليف ونائبه يوآف سيغالوفيتش، إلى جانب مدير عام وزارة يُعد نموذجًا للخدمة العامة، تومر لوتان—قادوا الشرطة وخفّضوا الجريمة خلال عام بنحو 20%. كانت منظمات الإجرام تعرف أن هناك فعلًا صاحب بيت.
ودعونا نغوص قليلًا: ليس قليلًا من مداولات لجنة الشباب التي أترأسها خُصص للمجتمع العربي. لماذا؟ لأنني أحاول دائمًا الانشغال بالمجتمعات المُهمَّشة—تلك التي إن لم ننشغل بها لن يراها أحد: شباب في خطر، خارجون عن التدين، أمهات أحاديات، مجتمع الميم، وغيرها. لكن عندما وصلتُ إلى تناول المجتمع العربي، شعرتُ أن كل نقاش يأخذني إلى عالم هائل من الفجوات الاجتماعية وانعدام المساواة—من نقص التمويل في التعليم لكل طفل، وصولًا إلى تقليص خطط السنوات الخمس لأن ذلك «ممكن» ببساطة.
فكيف يُدفَع فتى إلى مسارات منظمات الإجرام؟ دعونا نرسم مسارًا في المجتمع العربي، المكان الذي اختفت فيه الدولة: أولًا، عالم من غياب الخدمات المصرفية وازدهار السوق السوداء، مع شرطة ناقصة وإهمال منظومي شامل. في المدارس، الاستثمار في الطالب العربي أقل، مع فجوة متسعة في إتقان العبرية المحكية (وكيف سيُقبل في مقابلة عمل أو ينجح أكاديميًا دون اجتياز اللغة؟)، اعتماد على ميزانيات الدولة لغياب مناطق صناعية ودخول ثابتة للسلطات المحلية، قلة الاستثمار في التعليم اللامنهجي والرياضة والثقافة، ونقص الاستثمار في برامج تشغيل نوعية—وكل ذلك إلى جانب توسّع سيطرة منظمات الإجرام على كل مساحة صالحة. من هناك يصبح الطريق إلى الجريمة سهلًا.
لهذا السبب عارضت أجهزة الأمن التي حضرت المداولات التي عقدتُها بشدة تقليص الخدمات الاجتماعية في المجتمع العربي—فهم يدركون معنى شاب بلا عمل وإلى أين سيصل.
بعد نقاش عقدته حول وضع التعليم اللامنهجي في المجتمع العربي، اقترب مني شاب عربي، خرّيج حركة شبابية، وروى كيف ربطه ذلك بالتطوع في المجتمع والعمل الاجتماعي. قال لي إنه تأثر كثيرًا بقدومه لأول مرة إلى الكنيست والتحدث، وأضاف أن ما أثّره جدًا هو أن نائبة كنيست يهودية بادرت إلى هذا النقاش. شعرتُ بانقباض في قلبي—لماذا هذا استثناء؟ لماذا ليست هذه هي القاعدة؟ ما الذي حدث حتى محونا مجتمعًا كاملًا من قصتنا؟ هذه واجبنا، لا مِنّة نقدّمها.
ولا ننسَ أيضًا أن الإقصاء والعنصرية هما دائمًا—ودائمًا—غير اقتصاديين. بدل الاستثمار وخلق محركات نمو في المجتمع العربي تُسهم في تعافي الاقتصاد والدولة، نسمح لعصابة عنصرية حطّمت كل ما هو صالح هنا أن تواصل التحطيم. لستُ مستعدة للانكفاء أمام رؤية الخراب هذه.
أقوى سلاح في مواجهة هذه الحكومة هو الوقوف منتصبي القامة وبعزم فوق آلة السم، مع بديل مُعلَّل وواضح وفخور. يجب الانشغال بالحياة نفسها—حياتنا جميعًا، حياة المجتمع العربي، الشمال، الغلاف، وكل إنسان هنا. وحدها رؤية الأمل والشراكة ستنتصر على الفاشية والقومية المتطرفة.
قال هرتسل: «نحن لا نميّز بين إنسان وإنسان. لا نسأل عن دين المرء أو عن أي عِرق ينتمي. عليه أن يكون قبل كل شيء إنسانًا».
هذه هي الرؤية التي سنسير على ضوئها. هذه هي الرؤية التي سينتصر نورها على الظلام.
نعمة لزيمي

.png)


