على قادة حزب ميرتس، أسرى يائير غولان، أن يثوروا، ويتحرروا، ويقيموا تحالفًا يهوديًا-عربيًا يساريًا حقيقيًا
- תמים אבו חיט

- 27 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة
بقلم: تميم أبو خيط
خطاب الخزعبلات السخيف في القاعة الفارغة في الأمم المتحدة ومكبّرات الصوت في شوارع الموت في غزة، لا ينبغي أن يشغلنا أكثر من الكارثة التي تعصف بالمعسكر اليساري الإسرائيلي، الذي تحوّل إلى حقل أعشاب ضارة بدل أن يكون معسكرًا مناضلًا.
قرأتُ أمس مقال دادي تسوكر وحايم أورون في صحيفة *هآرتس*. دادي وجومس هما من آخر مقاتلي اليسار الإسرائيلي الحقيقيين الذين بقوا على الساحة، على ما يبدو وحيدين، بعدما فشل قادة ميرتس في إيجاد الشجاعة للوقوف في وجه اندفاع يائير غولان نحو اليمين. حتى آفي شاكيد، من حزب العمل، كان أشجع منهم، وهاجم يائير غولان الذي لديه أجندة لدفن اليسار الإسرائيلي ومبادئه.
في مقالهما، يضع الكاتبان الحقيقة على الطاولة — تلك التي لا يزال بقية قادة ميرتس (دون ذكر أسماء) يتجاهلونها، ويواصلون الوقوف إلى جانب يائير غولان مع بعض التذمّر فقط. هناك بعض الأصدقاء الذين يستخدمون كلمة "خيانة" ليوصفوا موقفه، لكنني لم أرغب في استخدامها بعد، لأن لديّ أملًا بأنهم سيستيقظون ويتحركون بدل الهمهمات والمكالمات الهاتفية أو رسائل الواتساب المترددة.
في مقالهما، يتحدثان عن دعم دول العالم في الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية، ويذكران من نسي أن دولة إسرائيل قامت على أساس قرار الأمم المتحدة نفسه، الذي نصّ حينها على إقامة دولة فلسطينية كشرط لإنهاء الصراع. ويسألان:
- "هل من بين كل قادة إسرائيل لا يوجد واحد فقط يدعم هذه الخطوة العادلة والحتمية؟ حتى غولان لا؟"
- "في الواقع، اندمج غولان مع بقية الطيف السياسي الإسرائيلي الذي لا يحتوي على ألوان — فبالنسبة للدولة الفلسطينية، الجميع يقولون: لا."
- "كم هو مخيّب للأمل هذا الـ‘لا‘ من شخص يُعتبر عاقلًا ومتزنًا. رئيس حزب الديمقراطيين أصبح جزءًا من الإجماع الذي يرفض النظر إلى الاحتلال في عينيه."
إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل هي الشرط الضروري لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط بأسره، بما في ذلك لبنان وسوريا والسعودية، وحتى إيران والعراق. لا يمكن لدولة فلسطينية مستقلة أن تقوم دون السلطة الفلسطينية، وهي الممثل الشرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وحماس ليست جزءًا منها بل تقاتلها. يجب الحديث بوضوح وبصدق — لا يوجد بديل آخر.
لن تنعم إسرائيل بالأمن والاستقرار دون مصالحة مع الشعب الفلسطيني، وتحريره من الاحتلال، وضمان استقلاله السياسي. فالحروب لن تجلب الأمن إذا لم تنتهِ باتفاق سلام.
إسرائيل لا يمكنها أن تعيش إلى الأبد في حروب متواصلة وموت شبابها وشباب جيرانها.
المصالحة يجب أن تكون أيضًا داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه — ليس فقط بين اليمين واليسار، بل أيضًا بين اليهود والعرب. فالمجتمع العربي في إسرائيل يشعر بالخوف والتهديد، ويشعر أن اليسار — الصهيوني وغير الصهيوني — يتخلى عنه للذئاب من اليمين المتطرف الديني. هذه هي الحقيقة لمن لا يزال يرفض رؤيتها!
لا شك أن بداية الخروج من محنة اليسار الإسرائيلي ليست بمحاولة "إصلاح" يائير غولان، بل بالانفصال عنه، وبناء تحالف جديد يحافظ على المبادئ التاريخية والأصيلة لليسار الإسرائيلي التقليدي — في النضال من أجل السلام والمساواة والشراكة اليهودية-العربية، وفي هذه الظروف تحديدًا: حماية الديمقراطية وتعزيزها.
المكان الطبيعي لليسار الإسرائيلي هو في تحالف مع المجتمع العربي — لا مع "الوسط" ذي الميول اليمينية.
وأخيرًا:
الأصدقاء الأعزاء، زهافا غالئون وموسي راز — هذا وقت الفعل! إنها مسؤوليتكما التاريخية.

.png)


