top of page

غيتو من نوع جديد صناعة إسرائيلية: "مدينة إنسانية"

أعلن وزير الأمن الدمية، يسرائيل كاتس، عن إقامة "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح، وأعطى الأمر للجيش بالتنفيذ. لا يهم ما ستكون نتائج المفاوضات، لا يهم ما الذي سيحدث على الأرض، لا يهم من سيعيش ومن سيموت. هذه هي الفكرة العظيمة الجديدة لنتنياهو، التي سترافقه إلى مرحلة جديدة من البقاء السياسي.


وما هي "المدينة الإنسانية"؟


يقول محررو ويكيبيديا:

"المدينة الإنسانية في رفح هو اسم خطة أعلن عنها وزير الأمن يسرائيل كاتس، لإقامة مجمع خيام في منطقة رفح بين محور فيلادلفي ومحور موراج، في جنوب قطاع غزة، والذي سيُستخدم كمركز لتجميع سكان غزة وتوزيع المساعدات الإنسانية هناك، دون أن يكون لحماس، التنظيم الإرهابي، سيطرة عليه، وذلك بالتوازي مع إقامة آلية لتشجيع الهجرة من قطاع غزة. سيتم فحص السكان عند دخول المجمع، وبعد ذلك لن يُسمح لهم بالخروج منه".

نهاية الاقتباس.


يجب أن أقول إنني أتفق مع كل التعريف، ما عدا كلمة "إنسانية". هذه فعلياً أكبر سجن في العالم وفي التاريخ، يُحتجز فيه نصف مليون إنسان ولا يُسمح لهم بمغادرته إلى الأبد. ويمكن أن يكون ذلك "قانونياً": يكفي أن يصدر قاضٍ عسكري أوامر اعتقال إداري لجميع نصف المليون شخص، والطموح أن يصل العدد إلى مليوني شخص. هذا قانون عثماني – ليس إسرائيلياً، لا سمح الله – لا يزال يُستخدم. هم في الواقع خجولون، لا يريدون أن يسمّوه "حكم عسكري"، حتى لا يتنافس الجنرالات على المناصب الجديدة التي لا تتطلب قتالاً.


وما الذي يشغل بال رئيس "المعارضة" يائير لابيد في هذا المشروع الإنساني الرائع؟ أكثر ما يزعجه هو أن هذا المشروع سيكلّف الخزينة 15 مليار شيكل هذا العام، و10 مليارات أخرى سنوياً للصيانة – وهذا "عبء على الطبقة الوسطى" في المجتمع الإسرائيلي. وهو يلمّح طبعاً إلى جمهور ناخبيه، الذي يدّعي تمثيله في كل حملة انتخابية. نعم، تماماً.

عبء على الطبقة الوسطى. هذا كل شيء.


وفي المقابل، يقول رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت: "هذا معسكر اعتقال، آسف. إذا تم تهجيرهم إلى تلك 'المدينة الإنسانية'، فيمكن القول إنها جزء من عملية تطهير عرقي".

أما مستشار ألمانيا، الذي يتجنب استخدام كلمات مثل "غيتو" و"معسكر اعتقال"، فقال بعبارة دبلوماسية: "الطريقة التي تسير بها الأمور حالياً في غزة غير مقبولة على الإطلاق".


وكل هذا يحدث بينما تنشغل وسائل الإعلام والمجتمع الإسرائيلي بأمور أخرى أقرب إلى قلوبهم: قانون التجنيد/التهرب منه، خيالات ترامب، دروز سوريا، اختيار الإجازة المثالية، وبرامج تلفزيون الواقع بأنواعها.


وماذا عن مليوني إنسان جائعين، حزانى، بلا شيء، يُعدّ لهم معسكر اعتقال تاريخي؟

لا تقلقوا. معسكر الاعتقال ليس لقتلهم، حاشا، بل فقط لطردهم من أرضهم ومن منازلهم المُدمّرة أصلاً، ولتنفيذ صفقة العقارات الأكبر في التاريخ، لتسجَّل في موسوعة غينيس.

ree


bottom of page