top of page

لا إله في سماء غزّة

  • صورة الكاتب: Media Team
    Media Team
  • قبل يوم واحد
  • 2 دقيقة قراءة

بقلم: أبراهام بورغ


ويلٌ للطيّار الذي احمرّت عيناه من الدم،

للصحفيّ الصامت،

وللسياسيّ الموقّع على أحكام الموت.

جميعهم شركاء في تدنيس صورة الإنسان.


لو كان الله في سماء غزّة،

ولم تصمّ آذانه عن دويّ تحطيم الحياة،

ومن صرخات المربوطين على مذبح إسرائيل،

ولو كان أنبياؤه أنبياء حقّ،

وليسوا مضلّلين كذبة رؤى،

لكان هذا كلامه إليكم:


ويلٌ لقلّاعي الزيتون المصلّين ثلاث مرّات،

لناهبي المغتصبين المتلفّعين بالصلوات،

لحاملي السلاح المتردّدين بأهداب الخيوط النازلة،

لمقبّلي المزوزات المنتهكين للمقدّسات.


من طلب هذا منكم: سلب وقتل، ظلم ونهب؟

أكانت أرضي، مهد إيماني، مسلخًا للذبائح؟

أأنتم مؤمنِيَّ؟

قد مقتُّكم.

وقفتم على سيوفكم، وعليها أسقطكم.

دعوني وأبيدكم،

أمحو ذكركم من تحت السماء.


ويلٌ للطيّار في السماء

الذي احمرّت عيناه من الدم الذي سفك.


ويلٌ للمستمع في كبينته،

الذي يسمع إشارات، يتعقّب ضحاياه،

وأذنه مطبقة عن صرخة الأيتام الذين أُفْقِدوا.


ويلٌ لمطلق القذائف،

السكران من نار مدافعه،

الذي يغطي برعودها

صوت بكاء الثكالى في البيوت التي دمّر.


ويلٌ للقائد الذي قصّى قلبه

كحجر فرعون،

الذي يرفعكم على مذبح المولَك، عبثًا،

لمجد طاغية وزوجته وأعوانهم.


ويلٌ لمخزن السلاح،

الحريص على مواعيد التسلّح،

ولم يعلم أن مفعول الرحمة قد انقضى.


ويلٌ للصحفيّ الصامت،

الذي جفّ حبره وأُخرست لسانه،

دم الإنسان يصرخ من الأرض،

ولم يكتب ما ينبغي أن يكتب.


ويلٌ للسياسيّ،

الموقّع على أحكام الموت،

والخارج إلى مأدبة دسمة،

يغسل يديه بالدم،

وخمره ممزوج بدموع الأطفال.


لقد أصبحتم قتلة،

قاتلي الله ومَن خُلق على صورته.

دماء أبرياء سفكتم،

دماء حرب على أوساطكم،

في أحزمتكم التي على أحقائكم،

وفي نعالكم التي في أرجلكم.


أصواتكم غليظة كصوت عيسى،

وأيديكم ملطّخة بدماء المصطادين.

من كل أبناء يعقوب لم يبقَ سوى اثنين:

شمعون ولاوي ملعونين.

ظلمة قابيل في نفوسكم.


ملعونون أنتم، جيوش أبناء قابيل،

المعذّبون والمستمتعون،

القادة والوحوش.

ويعقوب البسيط مات أيضًا على أيديكم،

صوته الرقيق صمت،

في ثيابه رائحة الحقل والقتل،

وبكوريّتكم المسروقة ملعونة بعفونة الصيد والموت.


ملعون الليل الذي حُبلت فيه أمّكم،

واليوم الذي وُلدتم فيه.

لم يعد في خيامكم نقاء،

لن آتي أبدًا إلى جماعتكم،

لأن سيوفكم رفعتم،

ودنّستم صورة الإنسان والله.

لا إله في سماء غزّة،

ملعونون أنتم إلى الأبد.

الممزّقون ثيابكم بغمزة عين،

وعلى عشرات آلاف الأرواح المراقة كالمجاري،

لن تروا، لن تسمعوا، لن تعرفوا، ولن تحزنوا.


ليت يموت مسيحيوكم المُنتَظرين الأحياء،

كما مات الإله الذي قتلتموه مرارًا وتكرارًا.

ولم يعد في غزّة إله، فقد دُفن تحت أنقاضها.

وحده الإنسان سيطالب بدمائهم من أيديكم الملطّخة.

إلى آخر أيامكم، وبعدها لن تُبرّأوا.

قد جاء موعدكم،

لأنّ سافك دم الإنسان، بيد إنسان سيُسفَك دمه.



bottom of page