ليست الصحافة فقط هي المستهدفة، بل الثقافة والحضارة الفلسطينية كلها
- Media Team

- 14 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 16 سبتمبر
بقلم: تميم أبو خيط
اليوم فجّر الجيش الإسرائيلي صباحًا مبنى يحتوي على أكبر مجموعة من الآثار في قطاع غزة.
أمس، وفي هجوم على حي سكن لاعب كرة القدم الفلسطيني الصاعد، الطفل محمد رامز سلطان، أطلق سلاح الجو الإسرائيلي صاروخين على مبانٍ، مما أدى إلى مقتل الطفل اللاعب مع 14 من أفراد عائلته، حيث أُبيدت العائلة بأكملها.
في الأسبوع الماضي أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية صاروخين على نادي الجزيرة الرياضي في غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل. نادي الجزيرة يلعب في دوري الدرجة الثالثة، ويحتوي مقره على قاعة رياضية متعددة الأغراض، وملعب كرة قدم خماسي، إضافة إلى ملعب مخصص لذوي الإعاقة.
طبعًا لم يسمع أحد عن هذا الحدث، فهو "عادي" و"من الروتين" في نظر الصحافة الإسرائيلية العمياء، العنصرية في اختيارها ونشرها للأخبار، المتملقة للسلطة، وفاقدة بوصلة الصحافة الحرة والنزيهة.
تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف البنية التحتية الرياضية منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حيث دمّر 273 منشأة رياضية في فلسطين، إضافة إلى 15 منشأة رياضية في الضفة الغربية المحتلة.
لا يمكن وصف كل هذه الأمور بالصدفة: تدمير الصحافة الفلسطينية والصحفيين، تدمير الجامعات والمدارس الفلسطينية، تدمير منشآت الرياضة والرياضيين، تدمير المستشفيات والطواقم الطبية وطواقم الإنقاذ، تدمير منشآت الأونروا العاملة منذ النكبة، تدمير الأبراج وعمارات السكن الشاهقة – كل هذا ليس صدفة. إنه محاولة لتدمير الثقافة والحضارة الفلسطينية نفسها، وليس فقط المواطنين الفلسطينيين.
هذه الأعمال الإجرامية لا تشكل خطرًا على الشعب الفلسطيني وثقافته فقط، بل تشكل خطرًا أيضًا على حضارة الشعب الإسرائيلي والدولة اليهودية التي بناها لنفسه.
الخطر على الشعب الإسرائيلي واضح جدًا: في التحوّل في طريقة التفكير السليم، في تقبّل الأفعال الدكتاتورية والفاشية وتبريرها، في تغيّر طريقة التفكير وسلوك الجيش ليس فقط على مستوى القيادة والانضباط، بل على مستوى الجنود الشباب أيضًا. في تحوّل الدولة إلى دولة قرصنة عسكرية وإلى حروب عصابات تشنها على دول أخرى – ليس فقط العدوة بل الصديقة أيضًا. في إدارة الظهر ليس فقط للدولة الصديقة الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، بل للدول الأوروبية الأخرى التي حمت إسرائيل وساعدت في بنائها منذ تأسيسها.
الخطر يكمن في تحوّل الشعب الإسرائيلي من القيم الإنسانية والديمقراطية إلى قيم تهدد كيانه ومصيره، بعدما أصبح تعبير "حرب أهلية داخلية" مصطلحًا مقبولًا وقابلًا للنقاش، بل ويُناقش أحيانًا في وسائل الإعلام وكأنه أمر ممكن في المستقبل.

.png)


